في أجواء يغلب عليها الحزن والأسى، شهد منزل الفنان الراحل فتحي الهداوي في منطقة المرسى صباح اليوم موكباً مهيباً لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير.
اجتمع أفراد عائلته وأصدقاؤه وزملاؤه من الوسط الفني والثقافي، بالإضافة إلى عدد كبير من محبيه ومعجبيه الذين توافدوا لتوديع أحد أبرز أعمدة الفن التونسي.مشاعر الحزن والعزاءمنذ ساعات الصباح الأولى، بدأ توافد المعزين إلى منزل المرحوم، حيث كان أفراد عائلته يستقبلون التعازي وسط دموع الفقدان وعبارات المواساة.
الحاضرون أكدوا على الدور الكبير الذي لعبه فتحي الهداوي في الساحة الفنية، وعبّروا عن مدى تأثيره ليس فقط كفنان مبدع، بل أيضاً كإنسان عُرف بطيبة قلبه وأخلاقه العالية.كلمات مؤثرة من زملائه وأصدقائهلم يخلُ الموكب من لحظات مؤثرة، حيث ألقى عدد من زملائه كلمات وداع عبّروا فيها عن حزنهم العميق لرحيل هذه القامة الفنية.
قال أحد زملائه: « كان فتحي الهداوي مدرسة في التمثيل والإبداع، وترك بصمة لا تُنسى في قلوبنا وفي المشهد الفني التونسي. »كما أشار بعض الحاضرين إلى أن الفنان الراحل كان نموذجاً يحتذى به في الالتزام والإبداع، حيث قدم أدواراً خالدة أثرت في وجدان الجمهور التونسي والعربي على حد سواء.موكب الجنازة: حضور لافت لشخصيات بارزةشهد موكب الجنازة حضوراً لافتاً للعديد من الشخصيات الثقافية والسياسية، الذين حرصوا على المشاركة في هذا الوداع الأخير.
تجمّع الجميع أمام المنزل قبل أن يُنقل الجثمان إلى المقبرة، وسط دعوات بالرحمة والمغفرة.أحد الحاضرين من الوسط الفني قال: « برحيل فتحي الهداوي، فقدت تونس رمزاً من رموز الفن الأصيل.
لقد كان فناناً شاملاً جمع بين المسرح والتلفزيون والسينما، وكان دوماً قريباً من جمهوره بفضل صدقه وبساطة شخصيته. »إرث فني خالدرحيل فتحي الهداوي ترك فراغاً كبيراً في الساحة الفنية التونسية.
فمنذ بداياته، أثبت الراحل قدرته الفريدة على تقمص الشخصيات وتجسيدها بمهارة فائقة، مما جعله يحصد حب الجماهير واحترام النقاد.
ولم يقتصر تأثيره على المستوى المحلي فقط، بل تجاوز الحدود ليصبح اسماً معروفاً في العالم العربي.وداع إلى مثواه الأخيربعد انتهاء مراسم التشييع من منزل الفقيد، نُقل الجثمان إلى المقبرة وسط موكب مهيب، حيث رافقه المشيعون بقلوب يملؤها الحزن والدعاء.
عند وصوله إلى المقبرة، اجتمع الجميع حول القبر لتلاوة الفاتحة والدعاء له بالرحمة والمغفرة.بفقدان فتحي الهداوي، طوت تونس صفحة من صفحات الإبداع الفني الذي سيظل حياً في ذاكرة الأجيال القادمة.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته ومحبيه جميل الصبر والسلوان.