في صباح هادئ، تحت أشعة الشمس الأولى، وجدت نفسي في مكان لم أزره من قبل، وسط حقول واسعة ومروج خضراء تمتد على مدى البصر.
كان هذا أول يوم لي في العمل الفلاحي، تجربة جديدة كليًا، مليئة بالفضول والتساؤلات.
المكان كان أشبه بلوحة فنية، تكتسيه خضرة النباتات وألوان الأزهار المتناثرة هنا وهناك.
أصوات الطيور كانت تملأ الأجواء، مع نسمات الهواء العليلة التي تحمل عطر الأرض الرطبة.
من حولي، كانت هناك معدات زراعية متناثرة وأيدي العمال المليئة بالطين، تعكس قصة كفاح يومية تستحق الاحترام.
سرعان ما اكتشفت أن الفلاحة ليست مجرد مهنة، بل أسلوب حياة يدمج بين الجهد البدني والإبداع.
أجواء العمل كانت مليئة بالحيوية والنشاط، حيث يتعاون الجميع كعائلة واحدة.
العمل يتطلب الصبر والتركيز، لكنه في الوقت نفسه ممتع لأنه يجعلنا أقرب إلى الطبيعة.
لم يكن الأمر سهلًا في البداية، خاصة عندما غطى التراب يدي وملأ العرق جبيني، لكن إحساس الإنجاز عند رؤية النباتات المزروعة يكبر كان يستحق كل هذا العناء.
خلال هذا اليوم، تعلمت الكثير.
الفلاحة ليست مجرد زرع وحصاد؛ إنها دورة حياة.
العمل في الحقول يمنحك شعورًا بالاتصال العميق بالأرض، ويدربك على الصبر والاجتهاد.
كما أن روح التعاون بين الفريق كانت ملهمة، حيث لا يمكن لأي شخص أن ينجح بمفرده في مثل هذا المجال.
في النهاية، كانت تجربتي الأولى في الفلاحة رحلة لا تُنسى، مليئة بالدروس والعبر.
اكتشفت أن العمل في الأرض ليس مجرد عمل بل حب وشغف يجعلك ترى الحياة من منظور مختلف، حيث تقدر البساطة وجمال الطبيعة.